ثقافة الفساد ..

0 min read

قديما كان يقال عن المسؤول الحكومي الذي يرفض الرشوة في مصر او العراق او الشام او اي بلد مشرقي ( ادمي ، شريف ، مربى في بيت اهله ، ابن اصول .. الخ )
اليوم يقال عن مثل هذا المسؤول سواء كان مديرا عاما او امين مستودع ( غبي ، مهبول ، مابيعرف يدبر راسه ) !
قديما ايضا كان يقال عن المرتشي ( لص ، وقح ، ماله من الحرام .. الخ ) اليوم يقال عن مثل هذا الموظف ( فهلوي ، بيفهمها ع الطاير ، ابن زمانه ) !
والحقيقة يجب ان نتأمل هذه التغييرات في المفاهيم وندرس اسبابها ومحركاتها الاجتماعية والثقافية وانعكاساتها الاخلاقية . ان ملامح الوجوه في مجتمعاتنا المشرقية (لدى المتحكمين بالاقتصاد بلا استثناء ) تغطيها بثور الفساد الفاضحة وقد حولت هذه الوجوه الى صفحات بشعة تقول كل شيء تقريبا واول شيء تقوله يشير الى ان هذه البلدان تحولت الى خرائب تعيش فيها الافاعي والعقارب والوحوش القاتلة والكائنات السامة .
نحن اذن امام ثقافة جديدة / قديمة اسمها ثقافة الفساد وهي تترسخ كل يوم وتأخذ شرعيتها من انظمة سياسية استبدادية ومؤسسات سياسية واعلامية ودينية مزورة تتشارك فيما بينها لتنتج أسوأ انواع اللصوص ومصاصي الدماء . / عفوا !! هل قلت شرعيتها ؟ نعم لقد جرى تشريعها وقوننتها وتحولت بداية من سلوك شائن الى عادات مسكوت عنها الى تقليد متبع الى طرق متفق عليها .
فتشوا في ثنايا العقود وفي جيوب اللصوص وحساباتهم المصرفية ومستنداتهم العقارية تجدون ( بركات وبصمات ) يسار ابراهيم ورامي مخلوف وطريف الاخرس واحمد ابن نوري المالكي ونجيب وطه ميقاتي ومحمود السيسي وبلال اردوغان ولبيب اخوان ومحمد حمشو وتاجر الذهب جواد حسن نصر الله وجنرالات عرب واتراك وفرس واوباش تعرفونهم وتعرفون كيف صنعوا ثرواتهم . .. لكن من يتكلم ؟ هذا هو السؤال

للحديث صلة

مقالات قد تعجبك

المزيد لنفس الكاتب