اثينا – من غسان الكومي
/ الحلقة الاولى
( الكيالي باع سامر الفوز يخت مسروق واللواء عباس ابراهيم ساعد في تغطية العملية )
الى قبل ليلة البيجر في لبنان ومن ثم بدء الحرب الاسرائيلية على حزب الله ولبنان بأيام كان يرسو في مرسى زيتونة بيه يخت كبير اسمه ( الفوز ) يملكه رجل الاعمال السوري الاشكالي سامر الفوز المقرب من سلطة دمشق والمدرج على لوائح العقوبات الامريكية والاوربية والمتهم بجريمة قتل في تركيا ،
ويملك الرجل شركات وعقارات وقناة فضائية متوسطة القيمة تبث من بيروت تعنى بموضوعات فنية سورية ويديرها لبنانيون .
حكاية الفوز ونشاطاته سنعود اليها في تحقيق منفصل في الاسابيع القادمة لكن بدأنا بالحديث عنه لانه اشترى بضاعة مسروقة من رجل يقول القضاء الايطالي عنه انه ( لص ) وهو السوري الايطالي طاهر كيالي المقيم حاليا في اللاذقية والذي تشير دلائل عديدة الى انه طور نشاطاته التي بدأت بالعمل مع المافيا الايطالية في سرقة السيارات وتسويقها الى دول لاقيمة للقوانين فيها ثم وسع نشاطاته الى سرقة اليخوت الى اقامة شراكات مع متنفذين من حزب الله لانشاء واحدة من اكبر عصابات تهريب الكبتاجون عبر لبنان والساحل السوري ، وفي العودة الى موضوع اليخت المسروق من ايطاليا والذي كان الى ماقبل اسبوعين في بيروت قبل ان يتوجه الى مرفأ (كرنيه ) في القسم الذي تحتله تركيا من قبرص ، فقد باع طاهر كيالي قبل سنوات اليخت المسروق الى سامر الفوز بسعر ( مريب ) الفوز اطلق عليه اسمه وسجله باوراق مزورة في لبنان ولكن بعد فترة انكشفت حكايته وخاطبت الشرطة الايطالية وفق الاصول المتبعة الحكومة اللبنانية لكن من غير جدوى ، ويقول ضابط لبناني يعرف التفاصيل ان الفوز طلب من جهات سورية نافذة التدخل لمساعدته فتمت احالته كما كانت العادة الى مسؤول رفيع في حزب الله الذي حرك مكنة التعطيل وبدا ان الامر قد طوي ، لكن ذلك اكسب الفوز ومن خلفه اللص الذي باعه اليخت بعض الوقت فقط ، فقد اصدرت الشرطة الدولية الانتربول نشرة حمراء بشأن اليخت ومالكه الحقيقي وتفاصيل عملية سرقته ودور الكيالي وقبول الفوز في الصفقة وطالبت السلطات اللبنانية بمصادرة اليخت وتقديم المجرمين الى العدالة لكن الفوز لجأ هذه المرة الى صديقه مدير الامن العام السابق اللواء عباس ابراهيم الذي تصرف ولفلف الموضوع مع بعض المدفوعات ( من جيب الفوز ) على الطريقة القطرية لزوم هكذا حالات .. وبعد ذلك تمت تسوية وضع اليخت وسجل بشكل (قانوني ) وتحول على الطريقة اللبنانية من بضاعة مسروقة الى يخت بملف نظيف ! .
طاهر كيالي … وفق الرواية الرسمية السورية هو :
مدير وشريك مؤسس في “شركة نبتونوس” بالجمهورية العربية السورية، ويمتلك 1,800 حصة في الشركة، بنسبة 90% . مدير وشريك مؤسس في “شركة عالم المحيطات للملاحة” بالجمهورية العربية السورية، ويمتلك 4,950 حصة في الشركة، بنسبة 99% .
مدير وشريك مؤسس في “شركة اسطول الشرق للملاحة” بالجمهورية العربية السورية، ويمتلك 4,950 حصة في الشركة، بنسبة 99%
لكن طاهر كيالي وفق الرواية الايطالية هو :
سوري عاش في تورين في إيطاليا مع زوجته الإيطالية وابنيهما قبل أن ينتقل عام 2015 إلى اللاذقية. وحين كان في إيطاليا أُدين الكيالي في قضيتين جنائيتين منفصلتَين.
ووفقاً لتقرير صادر عام 2007 من وكالة “أدنكرونوس للأنباء”، فإن الشرطة الإيطالية ألقت القبض عليه بتهمة قيادة عصابة تهرِّب السيارات الفخمة المسروقة من ميناء روتردام في هولندا إلى دول أخرى منها الإمارات العربية المتحدة ولبنان .
أُدين عام 2010 بتهمة المشاركة في جماعة إجرامية واستلام بضائع مسروقة وبيعها؛ وعام 2013 ظهرت قضية أكثر خطورة، حين أصدر قاضٍ في مدينة بيزارو على الساحل الأدرياتيكي لإيطاليا، مذكرة باعتقاله. جاء هذا بعدما كشفت عملية للشرطة كيف قامت عصابة دولية بتهريب يخوت فاخرة مسروقة عبر حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويُظهِر حكم بالإدانة يتكوّن من 163 صفحة ووفق هذا الحكم فإن الكيالي وسورياً آخر أمَرَا بسرقة اليخوت عبر وكلاء إيطاليين رتّبوا عمليات السرقة في الموانئ الإيطالية، ثم قاما بقيادة القوارب واليخوت المسروقة ونقلها إلى دول مثل كرواتيا أو مصر أو اليونان .. ولبنان
وأشارت الشرطة الإيطالية إلى الكيالي بصفته زعيم هذه العصابة واتهمته بالسرقة وتداوُل بضائع مسروقة. وفي كانون الثاني/ يناير 2015 حُكم عليه غيابياً بالسجن لمدة ستة أعوام ونصف العام.
لكن حينها كان الكيالي قد انتقل إلى اللاذقية، ولم يُقبض عليه قط.
هذه المواهب لدى الكيالي لفتت انظار صناع تجارة الموت (الكبتاجون ) في سوريا ولبنان الذين كانوا يبحثون عن ( خبير بشؤون اعالي البحار ) ولديه خبرة في التعامل مع المافيا الايطالية ويعرف خفايا وزواريب لعبة المرافيء الاوربية سواء في نابولي او في روتردام وهنا بدأت حكاية اخرى حيث قلب الكيالي وجهته من نقل سيارات فارهة ويخوت مسروقة من اوربا الى الشرق الاوسط الى نقل الكبتاجون من شواطيء سورية ولبنان الى اوربا بالتعاون المبرمج مع سلطات الامر الواقع الذين يعبرون هم واسلحتهم ومخدراتهم من غير حسيب او رقيب بين سوريا ولبنان وتحولت حكايته من شرطة وحرامية في اوربا الى ميليشيات طائفية وكبتاغون في شرق المتوسط وانتقل الكيالي بسرعة الصاروخ من متعهد كافتريا نادي اليخوت في اللاذقية يقدم الشاي والقهوة الى بارون الكبتاجون .
ماحكاية البواخر التي تنقل الكبتاجون الى العالم وماذا حدث في نابولي ولمن تعود ملكية الباخرة ( نوكا ) .. الاجابات في الحلقة الثانية .
( يتبع )